قصف مطار السليمانية.. محاولات لإضعاف العراق الآمن المستقر سياسياً وأمنيا

العهد نيوز/ بغداد
تستمر أنقرة بعدم مبالاتها بالدم العراقي، انتهاك جديد في كل مرة، داخل أراضي كردستان، دون أن يكون هناك موقف رادع من قبل حكومة أربيل التي يبدو أنها لا غير راضية على حجم الاستقرار السياسي والاقتصادي والمجتمعي الذي تنعم به محافظات الوسط والجنوب، خصوصاً بعد أن تولت حكومة الخدمة الوطنية مهام إدارة البلد، لتتحول بذلك من حكومة إقليم يجب أن تسند المركز، إلى حكومة تستغل كل الفرض من أجل إبعاد نفسها عن بغداد، وهو ما وقفت ضده كل الفعاليات السياسية والشعبية العراقية.
ومنذ القصف الاخير الذي طال مطار عربت في محافظة السليمانية والذي أدى إلى استشهاد 3 جنود من جهاز مكافحة الارهاب وجرح 3 آخرين، فقد صعد العراق من حدة خطابه الدبلوماسي تجاه تركيا بعد الاعتداء العسكري على معسكر عربت في السليمانية، في وقت يستعد مستشار الامن القومي قاسم الاعرجي للشروع في محادثات وابرام اتفاقية جديدة مشابهة لانهاء الازمة مع ايران ونزع فتيل الصراع الدولي.
وأشار الأمين العام لعصائب أهل الحق، الشيخ قيس الخزعلي، الى أن “السيادة العراقية والدفاع عنها من الثوابت التي لا يُمكن التنازل عنها، أو حتى المجاملة فيها”.
وقال الشيخ الخزعلي، عبر منصة “اكسة”: نعتبر أن ما حدث في مطار عربـت فـي محافظة السليمانية انتهاكاً واضحاً للسيادة العراقية، وعلى الحكومة العراقية وكل القوى السياسية، الوقوف صفًاً واحداً، لإيقاف هذه الانتهاكات المتكرّرة”.
انقرة تستغل الصراع الكردي
ودعا ائتلاف النصر، الحكومة المركزية للخروج بموقف موحد لإنهاء القصف التركي المستمر على شمال العراق، فيما اكد ان عدم الوفاق بين الحزبين الكرديين يمثل احد الأسباب الرئيسية لاستمرار تركيا بالقصف.
وقال المتحدث الرسمي باسم ائتلاف النصر سلام الزبيدي إن “استمرار انتهاك سيادة العراق بالقصف الإرهابي امر يثير المخاوف من الانتقال الى مرحلة أخرى تكون اخطر”، مشير الى ان “عدم انهاء الخلافات بين حكومة كردستان والحكومة المركزية فتح الباب لتركيا بالجرئة على قصف شمال العراق”.
وتابع، ان “العراق مازال يحاول بزياراته الى تركيا من التفاوض على عدة ملفات من ضمنها ملف القصف التي لم تكف عنه انقرة لغاية الان”، لافتا الى ان “عدم الوفاق بين الحزبين الكرديين يمثل احد الأسباب الرئيسية لاستمرار تركيا بالقصف على محافظات شمال”.
واتم الزبيدي حديثه: انه “من الضروري جدا الخروج الحكومة المركزية بموقف موحد لإنهاء القصف التركي المستمر بسبب؛ ذرائع عديدة لا علاقة للبلد بها”.
وكان الخبير الأمني والعسكري عقيل الطائي، قد اكد إن “احد ابرز أسباب استمرار القصف التركي على شمال العراق هي خلافات الحزبين الكرديين، فيما اكد انه لا يوجد موقف مشترك من قبل حكومة كردستان تجاه الخروقات الأمنية المستمرة نتيجة؛ عمق الخلافات بين الحزبين الحاكمين
واعتبر الخبير الأمني والعسكري عقيل الطائي، ان احد ابرز أسباب استمرار القصف التركي على شمال العراق هي خلافات الحزبين الكرديين، فيما اكد انه لا يوجد موقف مشترك من قبل حكومة كردستان تجاه الخروقات الأمنية المستمرة نتيجة؛ عمق الخلافات بين الحزبين الحاكمين.
وقال الطائي إن “الخلافات الحاصلة بين الحزبين الكرديين أعطت مبررا لتركيا في تنفيذ هجماتها الإرهابية على شمال العراق التي ذهب ضحيتها مئات المواطنين وتضرر الأراضي وهجرة القرى”، لافتا الى ان “خلافات اليكتي والبارتي جعلت من شمال العراق ارض رخوة لتركيا وغيرها في ممارسة العدوان المباشرة دون اتخاذ أي موقف من الطرفين”.
وتابع، ان “الفترة الأخيرة التي شهدت تفاقم الخلافات بين الحزبين الكرديين انتج قصف مطار السليمانية وسط تفرج من حكومة كردستان وعدم الخروج بموقف يندد بالاعتداء على المطار”، مشيرا الى انه “لغاية الان لم نشاهد حلولا جذرية دبلوماسية او عسكرية لمنع استمرار القصف على مناطق شمال العراق”.
وكان عضو ائتلاف دولة القانون إبراهيم السكيني قد اكد ان “ضعف حكومة تصريف الاعمال السابقة هو أحد أسباب تمادي تركيا على الأراضي العراقية بهذا الشكل”، مؤكدا أن “تركيا تفعل ما تملى عليها من دول الخليج والاجندات الخارجية التي تريد اضعاف العراق من اجل كسب المصالح الشخصية”.
مخطط لضرب استقرار العراق
وعدّ رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني هذه العملية الإجرامية خرقاً فاضحاً لحدود الإقليم والعراق وتأتي ضمن المؤامرات التي تستهدف تخريب أمن واستقرار إقليم كردستان ومنطقة السليمانية بشكل خاص.
وأشار الى أنه من واجب الأطراف السياسية في الإقليم أن تواجه معا المخاطر والتحديات الأمنية وتحمي كردستان من الأعداء والمغرضين.
كما دعا الحكومة العراقية إلى تحمل مسؤولياتها الدستورية والوطنية في حماية أرض وسماء العراق بما فيها كردستان، وأن لا يسمح بحدوث هذه الخروقات بعد الآن، مطالباً جميع دول العالم وكل الأحرار إلى موقف جدي والتضامن معنا لوقف هذه الهجمات الإرهابية.
ويكشف القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني غياث السورجي عن تفاصيل جديدة بشأن استهداف مطار عربت جنوب شرقي محافظة السليمانية.
وقال السورجي إن “طائرات مسيرة تركية قصفت بعدة صواريخ قاعدة عسكرية لتدريب البيشمركة في محيط مطار عربت ضمن محافظة السليمانية”.
وأضاف ان “تركيا اعتمدت على جواسيس وعملاء محليين لاستهداف قوات من الاتحاد الكردستاني في المعسكر”.
وأشار الى ان “القصف يعد حلقة جديدة من مسلسل الاستهتار التركي والتعدي على السيادة الوطنية”، مستغربا من “صمت الحكومتين المركزية وإقليم كردستان من تلك الجرائم”.
وأشار الى ان “العملية اسفرت عن استشهاد ثلاثة من قوات مكافحة إرهاب السليمانية التابعة للاتحاد واصابة ثلاثة اخرين”.
ويوم أمس الاثنين تعرض مطار “عربت” الزراعي في محافظة السليمانية إلى قصف جوي بطائرة مسيرة مجهولة أسفر عن سقوط 6 ضحايا وإصابة ثلاثة آخرين من عناصر جهاز مكافحة الارهاب التابع للاتحاد الوطني الكردستاني.
ويشير عضو لجنة الامن والدفاع والنائب عن محافظة نينوى نايف الشمري، الى ان مستشار الامن القومي قاسم الاعرجي سيدخل في مفاوضات مع تركيا لوضع اتفاقيات جديدة.
وقال الشمري ان ” زيارة الاعرجي الى الإقليم جاءت لتطبيق بنود الاتفاق الحدودي مع ايران، في وقت يستعد الاعرجي للدخول في مفاوضات مع تركيا لوضع اتفاقيات جديدة”.
وأضاف ان ” هناك دول إقليمية تقف وراء دعم الجهات المسلحة في الإقليم وان العراق غير مستفيد من وجود الأحزاب المعارضة على أراضيه”.
وأشار الى ان ” زيارة وزير الخارجية التركي جاءت تمهيدا لزيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وان ملف تواجد حزب العمال داخل العراق سيكون الملف الأول الذي سيطرحه اردوغان”.
وأشار الى ان ” عوائل سنجار تبدأ بالهروب من منازلها بمجرد وصول الطائرات التركية”.
تصعيد دبلوماسي ضد أنقرة
بينما اكدت رئاسة الجمهورية، عزمها استدعاء السفير التركي في بغداد وتسليمه رسالة احتجاج موجه الى الرئاسة التركية.
وقالت رئاسة الجمهورية في بيان، انه “يوما بعد آخر، تتصاعد الهجمات العسكرية الممنهجة على الأراضي العراقية وتحديداً في إقليم كردستان ودون مسوغ عسكري أو أمني، إذ طال العدوان المدنيين الأبرياء والمقار العسكرية والأمنية، وقد أوضحنا للجهات التركية المعنية في مراتٍ سابقة، أن العراق على استعداد للجلوس مع الجهات الأمنية المعنية لسد الثغرات التي تعتقد تركيا انها أماكن تسلل لمن يريد المساس بأمنها ودون أن نرى استجابة حقيقية لدعواتنا”.
واضاف البيان: أن “وقوع بعض الخروقات الأمنية وبعض العمليات العسكرية بين دول الجوار ممكنة الحدوث؛ لكن شن هجمات عسكرية متتابعة تطال المدن والمدنيين فضلا عن العسكريين، فهذا أمرٌ يرفضه القانون الدولي ويتعارض مع مبادئ حسن الجوار، سيما اذا كان العدوان بأسلحة لا تستخدم الا للحروب المفتوحة؛ كالطائرات المسيرة التي أصبحت وسيلة معتادة للعدوان التركي على الأراضي العراقية، وهو ما يهدد الأمن والاستقرار الذي ينعم بيه العراق اليوم والذي لم يشهده منذ سنة 2003، ونحن ندين بأشد العبارات هذه الاعتداءات المتكررة على مدن الإقليم الآمنة”.
وذكر: “لقد دفع العراق الضريبة الأكبر لمواجهة التنظيمات الإرهابية، فداعش الإرهابي الذي لم يكن ليكتفي بالعراق غنيمة له، لكن كان يسعى لاتخاذ الأراضي العراقية منطلقاً لشن إرهابه على دول الجوار وعلى مدى سنوات والعراق يتصدى بخيرة أبنائه وماله لهذا التنظيم الإرهابي حتى أسقط مشروعه ودافع عن أرضه وعن أراضي دول الجوار، وبعد كل هذه التضحيات تتعرض الأراضي العراقية يومياً لهجمات ممنهجة فذلك دليل على سوء النية وعدم رغبة في علاقات آمنه مستقرة”.
واشار: “لقد بادرنا اليوم إلى استدعاء الوزارات الأمنية العراقية المختصة للاستماع منها لتقرير مفصل وكذلك سنجري اتصالات مكثفة مع المجتمع الدولي، فضلاً عن استدعاء السفير التركي في بغداد لتسليمه رسالة احتجاج موجه الى الرئاسة التركية”.
وكان الناطق باسم القائد العام اللواء يحيى رسول، قد أعلن عن تفاصيل قصف مطار عربت في محافظة السليمانية.
وقال رسول ان طائرة تركية مسيرة بدخول الاجواء العراقية عبر الحدود مع تركيا وقصف مطار (عربت) في محافظة السليمانية في اقليم كردستان العراق، مما ادى الى استشهاد ثلاثة من ابطال جهاز مكافحة الارهاب واصابة ثلاثة اخرين”.
وأضاف، ان “هذا العدوان يشكل انتهاكا لسيادة العراق، وامنه وسلامة اراضيه، ويمثل اخلالا وتهديدا للسلم والامن في المنطقة و العالم، وخرقا لاحكام القانون الدولي، وانتهاكا لمبادئ ومقاصد ميثاق الامم المتحدة”، مؤكدا ان “هذه الاعتداءات المتكررة لا تتماشى مع مبدأ علاقات حسن الجوار بين الدول، و تهدد بتقويض جهود العراق في بناء علاقات سياسية واقتصادية وامنية طيبة ومتوازنة مع جيرانه”.