الاثنين - 02 اكتوبر 2023

بعد خمسة أشهر رأي المواطن بالحكومة

منذ 7 أشهر
الاثنين - 02 اكتوبر 2023
1307 مشاهدة

صالح لفتة

حكومة السوداني التي تشكلت بعد أزمة طويلة ولدت تلك الأزمة يأس وإحباط شعبي كبير من الطبقة السياسية، تأمل بها الناس خيراً لإجراء إصلاحات عامة تغير واقعهم.
ولو أجرينا تقييم حيادي لأدائها بعد أكثر من خمسة أشهر على نيلها الثقة حسب وجهة نظر المواطن :
وبدأنا بالجانب الأمني إذ شهدت الفترة القليلة من عمر الحكومة استقرار أمني كبير يشهد له الجميع وانعكس عموماً على أحوال الناس وتكلل بإقامة بطولة الخليج الكروية ودخول الالاف المشجعين العرب والتجول بكل راحة وطمأنينة في مدن العراق وبالذات الجنوبية وزيارة معالم مختلفة وتحسين صورة العراق في الإعلام العربي والعالمي .

إدارة ملف البطاقة التموينية واستمرار الحكومة بتوزيع بعض مفرداتها على المواطنين جيد لكنه يحتاج اهتمام أكبر والتوسع في نوعية المواد الموزعة وبالذات على الفئات المستضعفة حتى تحمي الفقراء من الغلاء وتكبح جماح الصعود الفضيع بالأسعار وحتى توزيع بعض المواد بأسعار مدعومة إجراء جيد لضبط الأسعار لكنه غير كافي.

سعر الدينار العراقي أمام الدولار وتأثيره الكبير على الأوضاع الاقتصادية بشكل عام مازال يشغل بال المواطن مع قرار الحكومة الجريئ بتخفيض سعر الصرف لكن مازال هناك فرق كبير بين السعر الرسمي والسعر لدى التجار وفي الأسواق.
المطلوب إجراء إصلاحات اقتصادية سريعة لرفع قيمة الدينار العراقي وحماية العملة الوطنية وضمان عدم تدهور الاقتصاد العراقي وإرهاق المواطن أكثر.

فيما يخص الفساد والجهد المطلوب لمكافحته لم يصل لحد الطموح ولم يرضى المواطن البسيط على إجراءات الحكومة في هذا المجال ويرى ضعف في المحاسبة مع وجود نقاط تحسب للحكومة في هذا الملف من ناحية استرداد الأموال التي نهبت في سرقة القرن لكن المواطن يطالب بإِنْفاذ عقوبات أكثر قسوة تجاة الفاسدين وعدم مسامحة اي فاسد لأي سبب كان.

العلاقات الدبلوماسية والسياسة الخارجية سائرة بالاتجاة الصحيح من ناحية تطوير علاقات العراق الخارجية تبينه الزيارات التي قام بها السيد رئيس الوزراء لدول متطورة يستفيد منها العراق واقعاً لا مجرد زيارات بروتوكولية.
إضافة لاستطاعة رئيس الوزراء تغيير الفكرة الخاطئة التي اتخذت مسبقا من قبل بعض المواطنين و السياسيين ودول عديدة بأن العراق سينضم لسياسة المحاور
اذ نجح أن ينأى بالعراق عن الانحياز والتكتلات ويثبت انه يتمتع بحنكة سياسية تؤهله لقيادة العراق.

نزول رئيس الوزراء بنفسه ميدانياً وزيارة مؤسسات الدولة ومتابعتها والوقوف على السلبيات والاستماع لمشاكل المواطنين مباشرة ومحاسبة من يعطل مصالح الناس وعزل المقصرين على ان لا يكون الإقصاء بدافع الانتقام نقطة في صالح الحكومة لكن هذه الزيارات تقْتَضَي الاستمرار لأجل ديمومة الإصلاح.

المطلوب من حكومة السيد السوداني أن تزيد من جهودها لبناء جسور الثقة وإصلاح العلاقة بين الحكومة والشعب التي وصلت للحضيض طيلة السنوات السابقة وتكون الملجأ الوحيد لكل مواطن وتزيد التفاف الناس حولها بما يعود بالخير لكل العراق.