بقرار تاريخي.. السوداني ينصف الفقراء ويصلح ما افسده الكاظمي

اثار قرار حكومة محمد شياع السوداني باعتماد سعر الصرف عند 1300 دينار مقابل الدولار الواحد ردود فعل سياسية وشعبية اثنت على القرار عادة اياه قرارا شجاعا وتاريخيا ينهي حقبة سوداء وكابوسا عاشه العراقيون على مدار اكثر من عامين.
بداية القصة
تكبد المواطن العراقي عناء الآثار السلبية التي نتجت عن رفع قيمة الدولار على مدار اكثر من عامين في ظل سياسة انتهجتها حكومة الكاظمي اواخر عام 2020 والتي قضت بخفض قيمة الدينار العراقي الى ادنى مستوى له على مدار سنوات ليتجرع المواطن مرارة هذا القرار المتخبط الناتج عن سوء الادارة والتقدير، لكن تلك الاخطاء لم يكن ينبغي لها ان تستمر في ظل حكومة جديدة وضعت مصلحة المواطن وخدمته فوق كل اعتبار.
اثار قرار رفع سعر الصرف في حينه مناقشات طويلة وانتقادات سياسية وشعبية لكن من دون طائل، ليتم تثبيت سعر الدولار عند 1480 دينارا لقاء الدولار الواحد، ويقر قانون الموازنة ومواده مع سعر الصرف الجديد للدولار في شهر آذار من العام 2021، ولتبدأ معه قصة معاناة اقتصادية اتت على جميع مفاصل الحياة واثرت بشكل ملحوظ على حياة المواطنين تحديدا اصحاب الدخل المحدود،
وقد اصدرت العديد من القوى الوطنية حينها بيانات رفض وادانة مطالبة باعادة النظر بالقرار المجحف، مؤكدة ان السياسة الاقتصادية التي انتهجتها حكومة الكاظمي لن توصل البلد الى بر الامان او تفكك الازمة الاقتصادية مع الدعوة لوضع حلول اكثر نجاعة واقل ضرراً في معالجة نقص الايرادات وخفض العجز في الموازنة ورأت بأن تجربة الحلول “الترقيعية”، وافراغ جيوب المواطنين لن يحرك عجلة الإصلاح الاقتصادي.
قرار تاريخي
بعد موجة صعود قياسية نتجت عن ضغوط خارجية واذرع داخلية اوصلت الاسعار الى مستويات قياسية، بدأت بعد وقت قصير من عمر الحكومة الجديدة بقيادة محمد شياع السوداني واستمرت لنحو شهرين، وتسببت بشل الحركة الاقتصادية وارتفاع المواد الغذائية في الأسواق، اصدر مجلس الوزراء قرار تاريخيا وشجاعا بالمصادقة على قرار مجلس إدارة البنك المركزي العراقي بتعديل سعر صرف الدولار مقابل الدينار، بما يعادل 1300 دينار للدولار الواحد.
وعلى الفور انتشر الخبر كالنار في الهشيم وتعالت معه الاصوات المرحبة بالقرار شعبية كانت ام سياسية فقد غصت مواقع التواصل الاجتماعي بالاشادات والثناء على القرار، فيما نال القرار استحسان القوى الوطنية التي وصفته بالشجاع.
السوداني علق بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء بالقول ان “قرار رفع سعر صرف الدولار في سنة 2021 كان غير مدروس، وتسبب في ارتفاع في اسعار المواد الغذائية، ولفت الى ان الحكومة ستعيد اعداد قانون الموازنة العامة بالنسبة للارقام بعد تغيير سعر صرف الدولار، واضاف ليقتنع المواطن بأن الدينار اقوى من الدولار، وانصح المواطنين بعدم اقتناء الدولار”.
وتعليقا على الاستجابة السريعة، قال محافظ البنك المركزي علي العلاق في بيان، “دولة رئيس مجلس الوزراء واعضاء المجلس الموقرين، أتقدم بخالص الشكر والامتنان للاستجابة السريعة لقرار البنك المركزي العراقي بخفض سعر الصرف للدولار من أجل التخفيف عن كاهل المواطنين”.
وتابع العلاق: نؤكد مضينا والحكومة الموقرة في مواصلة الجهود والتنسيق المثمر لتحقيق الهدف المنشود، واضاف: نُعاهد شعبنا العزيز ببذل المزيد من الجهود لتعزيز ثقتهم بعملتهم الوطنية والحفاظ على سلامة واستدامة النظام المالي والمصرفي.
ولفت إلى أن البنك المركزي العراقي سيباشر بيع الدولار بالسعر الرسمي الجديد ابتداءً من يوم الأربعاء الموافق 2023/2/8، على النحو الآتي:
– 1300 دينار لكل دولار سعر شراء الدولار من وزارة المالية.
– 1310 دنانير لكل دولار سعر بيع الدولار إلى المصارف من خلال المنصة الإلكترونية.
– 1320 ديناراً لكل دولار سعر بيع الدولار من المصارف والمؤسسات المالية غير المصرفية للمستفيد النهائي.
القوى الوطنية تشيد بالقرار
كانت القوى الوطنية التي انتقدت منذ اليوم الاول الذي قررت فيه الحكومة السابقة خفض قيمة الدينار العراقي، تطالب باعادة سعر الصرف الى وضعه الطبيعي والتخفيف عن كاهل المواطن الذي تضرر بشكل كبير بسبب ذلك القرار المجحف، والتي عملت جاهدة منذ وقت طويل، وضاعفت جهودها قبيل تسلم حكومة السوداني دفة الحكم من اجل انعاش الدينار العراقي لتتكلل تلك الجهود بالنجاح رفقة حكومة وطنية صادقة وضعت حاجة المواطن على رأس اولوياتها، بقرار اعاد الامور الى نصابها.
الشيخ قيس الخزعلي، اثنى على قرار مجلس الوزراء بتخفيض سعر صرف الدولار الى 1300 دينار لكل 100 دولار.
وقال الخزعلي في تغريدة له ” نحيي دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وحكومته الموقـرة على الخطوة المهمة والشجاعة، بقرار تخفيض سعر صرف الدولار إلى 1300 دينـار، هـذا القرار الذي أرجع الأمور إلى نصابها الصحيح، خدمةً للعـراق وشعبه، وأثبـت مـا تحدثنـا عنـه مـراراً وتكراراً، مـن أن رفع سعر الصرف المفاجىء الـذي قامـت بـه الحكومة السابقة ومـن دون وضع علاجات حقيقيـة لشريحة الفقراء وذوي الدخل المحدود، قـد زاد مـن معاناة الشعب العراقي، آملين أن تستمر عمليات تصحيح المسار، ومحاربـة الفساد، وتقديم الخدمات للعراقيين”.
رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية السيد عمار الحكيم، رحب بمصادقة مجلس الوزراء على قرار خفض الدولار الى 130 الف دينار.
وقال الحكيم في بيان: “نرحب بمصادقة مجلس الوزراء الموقر على قرار مجلس إدارة البنك المركزي العراقي القاضي باحتساب سعر صرف العملة الأجنبية بألف وثلاثمئة دينار لكل 100 دولار في الموازنة المالية المرتقبة، مؤكدا ان من شأن هذه الخطوة تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، حاثاُ الحكومة على تقديم المزيد من الخطوات والمبادرات الإيجابية ضمن منهاجها الخدمي الواعد لإنصاف الشعب وتحقيق تطلعاته”.
من جانبه وصف رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي، قرار تخفيض الدولار بـ”الشجاع”، فيما دعا لمحاربة الفساد.
وقال العبادي في تغريدة: “أؤيد بقوة قرار الحكومة الشجاع برفع سعر صرف الدينار لصالح المواطن، وكنا دعونا لذلك، داعيا إلى معالجة العجز المالي في الموازنة بترشيد الإنفاق وتعزيز الإستثمار وخلق فرص عمل، وتعزيز المنتج الوطني، وتحسين الميزان التجاري والمدفوعات الخارجية، ومنع تهريب العملة، ومحاربة الفساد والهدر”.
المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة عصائب اهل الحق محمود الربيعي كان من ضمن من شادوا بالقرار قائلا:” الدينار ينتصر على الدولار في معركة المضاربات المالية بقرار شجاع وحاسم من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والادارة الجديدة للبنك المركزي وبسعر 1300 دينار للدولار الواحد”، معربا عن امله بـ “خطوات متسارعة لتحقيق تنمية اقتصادية وعدالة اجتماعية تدخل السرور على قلوب العراقيين الشرفاء”.
بدوره اشاد حزب الدعوة الاسلامية بإجراءات الحكومة والتي اسهمت في خفض سعر صرف الدولار مقابل الدينار، مؤكدا على اهمية ان تنعكس نتائج الانخفاض والإجراءات المتخذة بنحو ايجابي على اسعار السلع الغذائية وغيرها، وعلى مستوى معيشة الطبقات الفقيرة والمتوسطة من شعبنا الكريم والذي عانى كثيرا خلال الشهور الماضية.
النائب الأول لرئيس البرلمان محسن المندلاوي قال في تغريدة عبر تويتر، “نثمن موافقة مجلس الوزراء على قرار مجلس ادارة البنك المركزي بتعديل سعر صرف الدولار مقابل الدينار”. واضاف: “نؤكد دعمنا لهذه الجهود للتخفيف عن كاهل الشعب، وندعو الحكومة لتشديد الرقابة على التجار والمتلاعبين باسعار الصرف للسيطرة على السوق، ونطالبها بالاسراع في تقديم الموازنة وفق السعر الجديد”.
وبعد هذا القرار الشجاع، كشف مستشار رئيس الوزراء هشام الركابي، عن حزمة جديدة من عملية إصلاح الاقتصاد العراقي.
وقال الركابي بتغريدة على حسابه بموقع (تويتر) “قلنا إنها معركة الحكومة ضد المضاربين وحسمها قريب واليوم جاء الحسم من مجلس الوزراء الذي صادق على تعديل سعر صرف الدولار مقابل الدينار بما يعادل 1300 دينار للدولار الواحد”.
وأضاف “انتظروا الحزمة القادمة من عملية إصلاح الاقتصاد العراقي”.