الشهيد العلياوي .. قصة الدم الذي فضح الفتنة

العهد نيوز- بغداد- خاص
عندما نتكلم عن الشهيد وسام العلياوي، فاننا نتكلم عن تاريخ دون اهم مرحلة من مراحل العراق واصعبها على الإطلاق، وبالتحديد مرحلة بعد حزيران عام 2014، التي اجتاحت بها عصابات داعش الإرهابية عدد من المحافظات العراقية العزيزة، تنفيذا لأجندة كبيرة إدارتها الدوائر العالمية التي تريد بالعراق شرا ونفذتها دول محيطة بالعراق لإنهاء تاريخه وحذفه من الخارطة كليا.
الا ان تلك المرحلة كان لها رجالاتها، والعلياوي هو احد هؤلاء الرجال الذين وقفوا بوجه هذه الاجندة واستطاعوا ان يقضوا عليها، فهو كان مسؤول المحور الغربي بمعارك تحرير نينوى وأحد المحاور الرئيسة في معارك تحرير بيجي.
الشهيد وسام العلياوي كان من اوائل الذين واجهوا الاحتلال الأميركي بالعراق عام 2003، وعمل مهندسا في وزارة النفط لكنه فضل الالتحاق بالحشد الشعبي عام 2014، وشغل موقع آمر فوج العمارة في الحشد الشعبي، وشارك بجميع العمليات ضد “داعش” وكان له دور مميز في تحرير الكرمة وآمرلي والحضر.
الا ان دمائه الشريفة التي وضعها رهن العراق في مراحل التحرير، سقطت للاسف الشديد غدرا من المندسين في محافظة ميسان، الذين غدروه وشقيقه بكل اشكال الجبن بهجوم مسلح غادر استهدف مقر عصائب اهل الحق، اثناء الحركة الاحتجاجية التي يشهدها البلاد، حيث أطلق الشهيد وسام العلياوي نداء للمتظاهرين اثناء محاصرة المقر قبل استهدافه بالقنابل وحرقه، الا انهم هاجموا سيارة الإسعاف التي تقل وسام العلياوي وشقيقه بعد إصابته بالهجوم، حيث اظهرت المشاهد المغدور وسام العلياوي مستلقيا على ظهره في سيارة الاسعاف فيما كان شقيقه يحاول الوقوف بوجه المندسين، قبل ان يقتلاهما بدم بارد ونكلوا بجثمانهما.
وطالبت والدة الشهيدين العلياوي الثأر لولديها الشهيدين، وتوعد الامين العام لعصائب اهل الحق الشيخ قيس الخزعلي بالقصاص والثأر من أميركا والاحتلال الاسرائيلي.
من جانبه حذر الامين العام لمنظمة بدر هادي العامري الشعب العراقي من الفتنة.
الشهيد العلياوي اعطى دمه تأسيا بدم ابا عبد الله الحسين عليه السلام، ووضعه رخيصا في زمن الفتنة ليفضح الاجندة الجديدة التي تريد اشاعة الفوضى بالعراق وارجاعه الى نقطة الصفر.
ان هذا الاستشهاد المبارك ما كان له ان يحدث لولا وجود عقلية ارهابية تعمل على شراء ذمم البعض واغواء عقول الشباب ، تحت مسمى المطالبة بالحقوق، التي لن تكون مطالبات شرعية اذا سادت بها لغة القتل والتنكيل والعبث بالجثث بعد قتلها وانتهاك حرمة الانسان حيا وميتا.
ان خسارة العلياوي كانت خسارة كبيرة في زمن الفتن، الا انها كانت درسا بليغا بتشخيص من يريد بالعراق السوء ومن يريد إرجاعه الى مناطق التخلف وفتح قنوات الدماء وإيجاد موطئ قدم بمن يريد بالعراق السوء.
وافضل رد لاخذ ثأر العلياوي وغيره من الشهداء المظلومين الذين سقطوا، هو فضح هذه المؤامرات، التي لا يشغلها شاغل الا استهداف المقاومة الشريفة وقياداتها البطلة التي سطرت للعراق اروع الملاحم.
ولو دققنا النظر في طريقة استشهاد العلياوي، لرأيناها مشابهة الى حد كبير لطريقة استشهاد الشهيدين الخالدين ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني رضي الله عنهما، فالحادثتين تصبان في مصب واحد وهو رعاية المصالح العدوانية للاحتلال الامريكي والكيان الصهيوني.
لذا من اليقين بان حادثة استشهاد العلياوي لم تكن عفوية، إنما مخطط لها من قبل الدوائر الأمريكية.
فطوبى للعلياوي ولكل الشهداء الابطال، الذين ستبقى سيرتهم حاضرة في صفحات التاريخ، ويستلهم من معينها كل الاحرار الثائرين.