الجمعة - 29 مارس 2024

الموساد في أربيل .. فمن ينتهك سيادة العراق؟

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024
1250 مشاهدة

العهد نيوز – متابعات

تباينت ردود الأفعال الداخلية والخارجية من عملية استهداف مقر عملياتي للموساد “الإسرائيلي” في أربيل، وإن كانت الآراء الدولية منسجمة مع المخطط الأمريكي، فإن ردة الفعل الداخلية شابها الكثير من اللغط وسوء التقدير للموقف برمته، وجاءت تلك الآراء متسرعة بالمطلق دون أدنى دراية بحجم الكارثة الواقعة، لما تمثله من خطورة كبيرة، ليس فقط على إقليم كردستان، وإنما على العراق بشكلٍ كامل، فالوجود الصهيوني ليس هدفه التموضع فقط، وإنما التمدد والتوغل باتجاه الدول المجاورة أيضاً.

لقد جاء استهداف أربيل بالصواريخ البالستية الإيرانية ليكشف الحقيقة المطلقة عن وجود ونشاط وتغلغل غير مسبوق للموساد الصهيوني وعملائه وأذنابه في إقليم كردستان، حيث استهدف القصف مقرات للموساد الصهيوني وقتل عملاء له، والسؤال هنا من سمح بإقامة تلك المقرات وأعطاها الغطاء الأمني والسياسي وسهّل وصول العملاء الصهاينة إلى العمق العراقي؟

إن المقرات التابعة للموساد الصهيوني قابعة بلا شك في أحضان حكومة الإقليم، التي هي شريكة وراعية لوجود الموساد على أراضي العراق، وتقدم له كافة التسهيلات ليس من أجل الوجود فقط على أرض العراق، وإنما، أولاً من أجل تكريس مفهوم التطبيع في المجتمع العراقي، وثانياً التجسس على العراق والدول المجاورة، وأيضاً لتكون تلك المقرات منصة اعتداء ضد فصائل المقاومة في الداخل، وخط هجوم متقدم للكيان على الدول المجاورة وخاصة إيران، وهو ما كشفه الحرس الثوري للجمهورية الإسلامية، بأن هذا المقر كان مسؤولاً عن أكثر من اعتداء عسكري وأمني وتجسسي ضد الأراضي الإيرانية.

وبناء على ما سبق، ونظراً للدور الخبيث الذي تلعبه قواعد ومقرات الموساد الصهيوني في أربيل، ضد أمن البلد، وضد الدول المجاورة، فإن ذلك يعطي الحق لكل شرفاء العالم باستهداف هذه القواعد والمقرات لمنع تمددها أكثر، ومنع أن تكون بؤرة للعملاء وبوابة للتطبيع، ولذلك يجب على الدولة العراقية فرض سلطتها على كامل التراب العراقي، واجتثاث أي حركة تطبيعية أو وجود للموساد الصهيوني على كامل الأراضي العراقية.

وفي هذا السياق يجب التأكيد على الخطوة الهامة بتشكيل لجنة للتحقيق في وجود الموساد داخل كردستان العراق، فهي خطوة إيجابية ومن شأنها وضع حدّ للتحركات الصهيونية في الإقليم، وهنا يجب الإشارة إلى أن هذه اللجنة يجب أن تكون وطنية وغير مسيّسة، ومن شأنها أن ترسخ سيادة العراق على نظام أربيل وتضع حداً لتمرده، وفي النهاية هل يقبل شرفاء العراق بوجود قواعد للكيان الصهيوني على أراضيهم؟