الجمعة - 29 مارس 2024
منذ 3 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024
1298 مشاهدة


د. سلام الربيعي
اكذوبة التدريب والتاهيل الامريكي لجيوش الدول المحتلة من قبله.
يجب ان لايصدق اي عاقل اولبيب ولديه بصيرة، من التصديق باقوال واحاديث وكلام المحتل الامريكي انه يريد ان يبني ويعمر مايحتله من دول،  لاسيما بناء القدرات العسكرية والقوات المسلحة، على اساس تدريبها وبناؤها ضمن متطلبات المرحلة بالطرق الحديثة والامكانيات العالية القتالية من استخدام الاسلحة المتطورة والتكنلوجيا المتقدمة.
توصلنا الى حقيقة مهمة وقاطعة، ان هذه الامور تستخدم للاستهلاك المحلي ولتبرير تواجد هذه القوات في الدول المحتلة من قبلهم، بدلا من تسميتهم ووصفهم بقوة عسكرية غازية ومحتلة، التزويغ اللفظي والرتوش وتجميلها بعبارات فضفاضة ،توصف هذه الجيوش المحتلة بالمدربين والمستشارين لتاهيل القوات العسكرية لذلك البلد المحتل.  العروف لدى القاصي والداني ان المدربين والمستشارين تكون اعدادهم محدودة لا يرتقي الى الالاف المتواجدة في قواعد عسكرية وثكنات كبيرة في العدة والعدد، وان يكونوا من اصحاب الرتب العسكرية العاليةوالاختصاص، وتكون اماكن تواجدهم ضمن ثكنات ومعسكرات ذلك البلد او في اماكن خاصة خارج المعسكرات.
هذادليل قاطع ولايمكن ان يبرر باي طريقة، ان اكذوبة تواجد القوات العسكرية القتالية المحتلة في العراق وافغانستان على ان تواجدها لاغراض التدريب والتاهيل ،واثباتنا لهذا هو فشل هذه القوة من تاهيل وتدريب القوات الملسحة العراقية والافغانيةوافراغها من محتوى هذا العنوان، هو سقوط محافظات العراق واحدة تلو الاخرى خلال ساعات على يد عصابات داعش.                          
اين التدريب وبناء القدرات للقوات العسكرية العراقية؟ اين التاهيل وتجهيز القوات العسكرية العراقية بالاسلحة والمعدات؟ الادعائات التدريبة والتاهيلية كانت كذبة وهذه نتائجها، ثم ان هنالك رسالة للحكومة والشعب مضمونها، انتم بحمايتنا وبدوننا ستكونون فريسة سهلة لاي قوة عسكرية، لانهم استخدموا اموال العراق لبناء قدرات عسكرية وقتالية لعصابات داعش لاستخدامهم لارهاب اي مطلب باخراجهم من الدول المحتلة وهذا ماحصل بالفعل في العراق وكانت داعش وحواضنها محمية من قبل قوات دولة الاحتلال.                          
التجربة في العراق كانت مختلفة تماما، ولولا فضل الله سبحانه وتعالى وحكمة المرجعية الرشيدة والتفاف الشعب حولها والشرفاء من ابناء الشعب العراقي والاخوة المخلصين والشرفاء من الجمهورية الاسلامية.
  استطاع الابطال من قلب الطاولة وتغيير اتجاه البوصلة نحو النصر ، وافشال اكبر مخطط عالمي، يتمثل بالهمجية والبربرية التي حرقت الحرث والنسل واستباحت الحرمات، وارادت طمس كل مايمت للبلد من حضارة وتاريخ.
الفتوى العظيمة من المرجعية الرشيدة، وولادة الحشد العقائدي الذي امتثل لهذه الفتوى وقدموا الدماء والشهداء بدون مقابل، لحماية ارض العراق واعراضه ومقدساته وحرماته، واختلطت الدماء  الطاهرة الزكية، من مقاتلين الجمهورية الاسلامية ومقاتلي الحشد المقدس على ارض العراق، لتكون شعلة النصر المبين،  مصداق اعتقادنا يعاد اليوم، بسيناريوا جديد وبمكان اخر هو افغانستان.
بعد انسحاب القوات الامريكية المحتلة من افغانستان، تحركت قوى الظلام الارهابية المتمثلة بحركة طالبان من بسط سيطرتها على معظم المدن الافغانية، وانسحاب وتقهقر القوات النظامية امامها بسرعة هائلة وبدون اي مقاومة تذكر، نسأل هنا اين تدريب قوات الاحتلال للجيش الافغاني؟ اين المليارات من الدولارات التي انفقت من اجل التدريب واعادة تأهيل القوات المسلحة الافغانية؟ تعداد الجيش الافغاني حوالي 300 الف جندي انهار بسرعة كبيرة وسط ذهول واستغراب جميع المراقبين، وحتى من قبل طالبان انفسهم، وهنالك تقرير في صحيفة التلغراف البريطانية، يفيد ان الاموال التي صرفت على تدريب وتأهيل القوات المسلحة الافغانية خلال فترة 15 عام ومن الامريكان لوحدههم تقدر ب8.8 مليار دولار، هذه المليارات هدرت وصرفت في غير محلها لانها اعتمدت عدم تدريب القوات الافغانية ووضع قيادات غير وطنية ومؤهلة لقيادة الجيش الافغاني، لغرض تنفيذ مخططاتهم، وليثبتوا للاخرين ان وجود القوات المحتلة ظرورة ملحة للحفاظ على الامن والاستقرار في هذه الدول، وانها رسالة واضحة ان هذه الدول لاتستطيع حماية بلدانها وامنها الداخلي بدون وجود.