الجمعة - 29 مارس 2024

بعبع داعش .. الورقة الامريكية التي تبتز من خلالها دول المنطقة

منذ 4 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024
1157 مشاهدة

العهد نيوز- بغداد- خاص

ابتداء ، لابد التسليم بان الانتصار العراقي الكبير على عصابات داعش الاجرامية اذهلت العالم، وارعبت اعداء الامة من الامريكان ومن سار في ركبهم ان كانوا على مستوى دول الخليج او تركيا او اي دولة اخرى ساعدت الارهاب، ولم يكونوا يتصوروا ان يستطيع العراق القضاء على هذه الاجندة التدميرية، التي لولا الحشد الشعبي والقوات الامنية لكان العراق يعيش في ظلمات الجهل والتخلف والتدمير الجيلي لاجياله المقبلة.

هذه التجربة بطبيعة الحال انعكست على العراق وقواته الامنية ايجابا، بانه اكثر بلد في العالم امتلك خبرة التعامل مع عصابات داعش الارهابية، وايضا عززت من قوة المقاومة الاسلامية ووحدتها وحولتها من فصائل منفردة الى فصائل متحالفة في المنطقة، وهذا الامر هو نفسه الذي اقلق الامريكان وكل قوى الشر التي تريد النيل من مقدرات الامة.

هذا المشهد هو الذي اثار غضب الامريكان الذين شعروا بالهزيمة النكراء امام قوة المقاومة المسلحة التي اصبحت محور عالمي من الصعب على امريكا تفكيكه، فقامت بعدة تجارب ولم تستطع إنهاءه منها القيام بقصفه او تنفيذ عمليات اغتيال لقادته كما فعلت مع الشهيدين الكبيرين ابو مهدي المهندس والحاج قاسم سليماني رضوان الله عليهما، او عن طريق اصدار عقوبات على فصائله.

ومصدر الصعوبة على الامريكان، بان قوى المقاومة في العراق تحديدا تكتسب شرعية شعبية من قبل الشعب العراقي، فضلا عن انها جزء لا يتجزأ من القوات الأمنية العراقية ومنظومتها العسكرية، بل انها القوة الضاربة لهذه القوات.

الا ان المتتبع للاحداث الاخيرة، يستدل بان هناك اسلوب جديد لقوى الشر بالتلويح بداعش، والتأكيد على ان خطره ما زال موجودا في داخل العراق، وانه يمكن ان يصحى من نومه باي لحظة ليحول العراق الى دمار مرة اخرى.

نعم .. العراق لم ينكر بوجود جيوب داعش، الا انه مقتنع تماما ان هذه الجيوب اساسا هي بحماية امريكية، وهناك دلائل ومستندات تثبت ذلك، الا ان امريكا نفسها لا تريد من العراق ان يقضي عليه بصورة كاملة، عبر مجموعة من الاساليب والاجراءات التي تحرص على حماية هذه الجيوب.

بالمجمل ان هناك تضخيم كبير لقوى داعش واظهاره بمظهر المرعب، ليكون بعبعا وسيفا مسلطا على رقاب دول المنطقة، وفعلا استطاعت عكس هذه الفكرة في ذهنية الكثير من الدول التي تبتزها، باستثناء العراق الذي اصبح الخبير الاول عالميا في التعامل مع هذه العصابات كما أسلفنا.

لذا فان ابقاء ما يسمى بالتحالف الدولي لمقاتلة داعش، ما هو الا تأكيد لقنوات الاتصال بين امريكا والعصابات الارهابية، وبنفس الوقت هو حجة مثالية لأمريكا بالبقاء في العراق والمنطقة لتصفية أعدائها وجعل العراق ساحة لتصفية حساباتها.

الا ان هذا الاسلوب لن ينفع مع العراق ومقاومته الاسلامية، التي وجهت بالفترة الاخيرة ضربات موجوعة للقوافل الامريكية المتحركة داخل العراق، واجبرتها على الانجلاء من مجموعة من القواعد العسكرية داخل البلاد، الا انه رغم ذلك فان هذا الجلاء لم يقنع المقاومة الاسلامية التي فيما يبدو عازمة على اجلاء اخر جندي امريكي.

وهذا ما يمكن قراءته في عقلية الرئيس الامريكي ترامب، الذي لا يريد التورط مع المقاومة الاسلامية وفتح جبهة معها في العراق، لان فتح هذه الجبهة يعني فتح جبهات اخرى في عدد من الدول المشتركة في قرار المقاومة مثل سوريا ولبنان.

لذا ان اخراج القوات الامريكية هو مسألة وقت، فضلا عن انه قرار عراقي خالص خرج بتأييد من الشعب العراقي الذي صوت مجلسه النيابي عليه ، ليفوت اي فرصة للامريكان بالبقاء في العراق.