الجمعة - 29 مارس 2024

امريكا والذهاب الى المجهول

منذ 4 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024
1344 مشاهدة

جهاد العيدان

عدوان امريكي غادر على مواقع الحشد الشعبي التابع للقوات المسلحة العراقية يأخذ الوجود الامريكي في العراق نحو المجهول.

العدوان اسفر عن عشرات الشهداء والجرحى وبين الشهداء ابو علي الخزعلي آمرِ الفوج الاول في اللواءِ خمسة واربعين.

 امريكا اعترفت هذه المرة بالجريمة دون مواربة ودون حياء مما يعني ان الحرب بين امريكا والحشد باتت مكشوفة وان امريكا دخلت مرحلة السقوط في العراق .

الهجوم الامريكي يتزامن مع حدثين مهمين وهما اكتشاف انفاق للدواعش في الموصل ومناطق الانبار ونجاح الحشد في معالجة هذه الانفاق وكشف الاسلحة المخزنة فيها, مما يعني ان الامريكان ارادوا بهذه العملية الاجهاز على النصر الذي حققه الحشد , اما الحدث الثاني فيتمثل بذكرى اعدام الطاغية صدام حيث اريد التعتيم على هذه الذكرى ومصادرة فرحة الشعب العراقي.

امريكا التي خسرت التعويل على تفجير الوضع العراقي وافتعال حرب داخلية على غرار الاحداث في سوريا اضافة الى انكشاف الجوكر الهرمي في السلطة والدواعش السياسيين امام الشارع العراقي , كل ذلك دفع امريكا للقيام بهذه المغامرة غير المحسوبة والتي ستجر الويل على الوجود الامريكي في العراق وستنقل المعركة مع هذا الوجود الى العلن بعد ان كانت تجري في السر .

الامريكان بلاشك اخطأوا الحسابات هذه المرة حيث ان استهداف الحشد المقدس يعني استهداف المرجعية وهي الخط الاحمر للشعب العراقي وبالتالي هي استهداف لكل فئات ومكونات الشعب العراقي كما يعني ان امريكا دخلت في ادغال المعركة المفتوحة مع الشعب العراقي كما هو الحال في فيتنام , ناهيك من ان كراهية الشعب العراق وشعوب المنطقة بلغت درجة لاتطاق لامريكا وسياساتها المعادية للامة ولقضاياها المصيرية .ان امريكا وبهذا العدوان تكون قد وجهت بوصلة الاحداث بالشكل المطلوب فاما ان نكون وطنيين ونوجه الاصابع للموغل في دماء العراقيين واما ان نحشر في زمرة المتخاذلين اذا ماتم السكوت عن هذه الجريمة البشعة .

المطلوب حداد شعبي ورسمي على ارواح الشهداء الذين دافعوا عن المقدسات والاوطان والشرف والعزة والكرامة , كما ان المطلوب هو التحشيد لمنازلة الوجود الغاشم للقوات الامريكية والمطالبة الصريحة من قبل البرلمان بخروج هذه القوات وفسخ الاتفاق الامني معها , كما يجب على الواهمين واللاهثين وراء السراب الامريكي ان يعوا بان زمن الامريكان قد ولى وان زمن الصعود الشعبي هو القادم وان الحقيقة لابد وان تسطع مهما تراكمت غيوم الظلام .